الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
- معالى المدير التنفيذي لجامعة المدينة العالمية: الأستاذ المشارك الدكتور فضلان بن محمد عثمان وراعي المؤتمر
- معالى وكيل الجامعة للشئون الأكاديمية: الأستاذ المشارك الدكتور الطيب مبروكي
- معالى السيد العميد الأستاذ المشارك الدكتور / ايمن عايد عميد الكلية ورئيس المؤتمر.
أصحاب المعالى والسعادة والسيدات والسادة رؤساء وأعضاء اللجان والجلسات العلمية، والسادة أعضاء هيئة التدريس والباحثين والباحثات المشاركين في ” المؤتمر التربوي الدولي الثاني للدراسات التربوية والنفسية 2020″.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عملًا بقوله تعالى :﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ﴾ صدق الله العظيم، وعملًا بحديث المصطفي صلوات الله عليه وسلم قائلًا: ))فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب(( رواه أبو داود: 3641، وابن ماجه: 223، وأحمد: 21715. الجمع الكريم لقد انعقد مؤتمرنا هذا على مدار يومين وتضمن عشرين(20) جلسة علمية وتضمن (122) بحثًا ودراسة علميًا في كافة محاور المؤتمر، وتحقيقًا لأهداف المؤتمر التى نصت على التالي:
- صياغة رؤى استشرافية ومداخل فعالة في عملية الإصلاح والتجديد التربوي في ضوء مستجدات العصر.
- تقصي اَثار مستجدات العصر على ميدان العمل التربوي والتعليمي.
- رصد أبرز التحديات التي تواجه منظومة العمل التربوي في ضوء مستجدات العصر.
- الإفادة من الاتجاهات العالمية المعاصرة وتطبيقاتها التربوية في العملية التعليمية.
- مناقشة المشكلات المجتمعية والتربوية والنفسية الناجمة عن مستجدات العصر وكيفية مواجهتها.
- تقصي اَثار مستجدات العصر على ميدان العمل التربوي والتعليمي.
- البحث في سُبل تطوير عناصر العملية التربوية الحديثة (أهداف – محتوى – طرائق تدريس -أنشطة وتقنيات) بما يؤدي إلى بناء جيل مسلّح بالتعليم بالتفكير الإبداعي.
- تبادل الخبرات المحلية والإقليمية والدولية في مجال الدراسات التربوية والنفسية المعاصرة.
توصيات المؤتمر
وبعد وقد اجتمعت اللجنة العلمية المختصة بصياغة التوصيات العلمية الختامية لتلك المناقشات والجلسات العلمية وتوصلت إلى صياغة توصيات للمؤتمر المنعقد عبر منصة زووم المخصصة من قبل كلية التربية جامعة المدينة العالمية الماليزية، لعقد المؤتمر الموسوم بـــ” المؤتمر التربوي الدولي الثاني للدراسات التربوية والنفسية “، بالعديد من التوصيات الهامة التي تؤكد على ضرورة نشر ثقافة التجديد والحداثة في مواكبة العلوم التربوية والنفسية لمعطيات العصر الرقمي بين الممارسين والمهتمين بالعملية التعليمية داخل مؤسساته المختلفة، وأهمية بناء المعرفة واقتصاداتها وإدارتها المتخصصة والممارسة الصحيحة لها في ظل معطيات العصر الرقمي، كما أكدت جلسات المؤتمر على ضرورة دعم جهود كافة الدولة والهيئات المتخصصة والمعنية في تحقيق التنمية المستدامة وتنمية رأس المال البشري لتحقق أهداف وتطلعات الدول من مخرجات تعليمية تحمل على عاتقها احداث نقلة نوعية في بنية المجتمع العالمي والإسلامي والعربي إيمانًا برسالتنا الإسلامية السامية التى تحث على السعي لخدمة البشرية في كافة المجالات ومنها المجال التعليمي.
ومن أهم التوصيات العامة للمؤتمر، اعتماد منهج علمي في تقييم المستحدثات التطويرية في النظم التعليمية بكافة بلدان العالمي الإسلامي من خلال تبني النتائج العلمية للبحوث والدراسات المقدمة وغيرها ،حيث يمثل هذا الانتاج العلمي مؤشرًا علميًا واضحًا قبل اتخاذ الإجراءات التنفيذية ذات الصلة، بالاضافة إلى دعم كليات التربية بالوسائل اللازمة والضرورية لأداء رسالتها والوصول إلى أهدافها وغايتها المأمولة من تحقيق منظومة علمية تعلمية وتربوية، وبالنسبة للتوصيات الخاصة فقد قامت اللجنة بتقسيمها حسب محاور المؤتمر وكانت على النحو التالي:
المحول الأول : أصول التربية والإدارة التربوية:
- ضرورة تبني العديد من الرؤى والمفاهيم العلمية التى تسهم في إحداث التجديد التربوي من منظور إسلامي في ضوء تحديات ومستجدات العصر الرقمي بشقيه المعرفى والتكنولوجي .
- ضرورة التركيز على نشر الثقافة والتراث الإسلامي في كافة الأقطار الإسلامية والعربية، لتعزيز الهوية الإسلامية ومتطلباتها التربوية في ضوء مستجدات العصر لحمايتها من تلك الهجمات المتطرفة لتزيف هذا الإرث الحضاري الإسلامي.
- تبيني العديد من التوجهات والاتجاهات الحديثة المعاصرة بهدف إعادة النظر في تصميم برامج إعداد المعلم من خلال وضع خطة استراتيجية قوامها إعداد معلم العصر الرقمي وتنميته مهنيًا ليكون على وعيٍ كامل بمستجدات العصر ومهارات القرن الواحد والعشرين
- التركيز علي تحسين نظم التعلم الإلكتروني وتطوير استخدامها في تدريس المواد التعليمية المختلفة .
- ضرورة تعزيز مهارات (المواطنة الرقمية) بمؤسسات التعليم كافة ووضع خطه تدريبية تطبيقية لرفع كفاءة المعلمين والطلاب والهيئات الإدارية على إجراءات الوقاية والسلامة والصحة الرقمية.
- ضرورة الاهتمام بدور المؤسسات التعليمية المتنوعة على تبني سياسات تعليمية إدارية وتربوية وقيمية بل تسعى لتحقيق التنمية المستدامة للقيادات التربوية والإدارية في ضوء الثورة الرقمية، وتهيئة الكوادر البشرية التى تتمسك بقيمها الإسلامية والعربية في ظل الانفتاح العالمي ومعطياته المختلفة.
- ضرورة الاستفادة من التجارب المتنوعة للنظم التعليمية والتربوية العالمية المختلفة لتحقيق الجودة الشاملة في إطار تخطيط تربوي لضمان مخرجات تعلمية قادرة على مواجهة تلك التحديات الفكرية والثقافية وانعكاساتها على بنية المجتمع الإسلامي.
المحور الثاني: المناهج وطرق التدريس.
- التركيز علي تحسين نظم التعلم الرقمي واستراتيجياته المختلفة وتطوير استخداماتها فى تقديم المحتوى العلمي والعملي داخل الصفوف الدراسية، وذلك من خلال العمل على تطوير كفايات المعلم في ضوء معطيات العصر التقني والاتجاهات العالمية المعاصرة في بناء المناهج وتطويرها.
- العمل على تكوين رؤى تربوية معاصرة لتوظيف استراتيجيات وطرق وأساليب التدريس الحديثة لتطوير وتحديث بنية المنهج الدراسي ومحتواه العلمي.
- الاستفادة من كافة التجارب العالمية والعربية في مجال المناهج وطرق التدريس واستراتيجياته المتنوعة مع مراعاة البيئة المحلية عند تطويره بمراحل التعليم المختلفة.
- إنشاء مركز متخصص لتصميم المواد التعليمية الرقمية وغير الرقمية يعمل به فريق من المتخصصين من الجامعات والهيئات والمؤسسات ذات الصلة، كما يقوم بدراسة وتحليل الواقع الحالي للمناهج وتقويمها لتطويرها بشكل مستمر.
- تطوير استراتيجياته ومناهج وطرائق التدريس للغات الأجنبية كلغةٍ ثانية يمتلكها خريجي مؤسساتنا التعليمية.
- تنبي المعايير العالمية ذات الصلة بتدريس المواد والمقررات التدريسية المرتبطة بريادة الأعمال ومناهجها التعليمية من خلال تقنين خطة تربوية هدفها نشر ثقافة ريادة الأعمال بمراحل التعليم المختلفة.
- العمل على توظيف وتقنين الاختبارات والمقاييس التربوية باستخدام التقنيات الرقمية.
- العمل على تضمين المقررات الدراسية لمفاهيم المواطنة الرقمية، والهوية الرقمية ، والصحة والسلامة الرقمية … وغيرها تحقيقًا لمواطن رقمي عصري.
المحور الثالث: تكنولوجيا التعليم.
- العمل على دعم وتوفير البرامج التكنولوجية وتطبيقاتها الرقمية في التدريس والتدريب والتنمية المهنية رقميًا للمعلمين بالمؤسسات التعليمية لمواكبة مستجدات الثورة التكنولوجية ومعطياتها التربوية.
- توجيه النظر للمؤسسات والهيئات المتخصصة نحو ضرورة توظيف التكنولوجيا في تعليم ذوي الحاجات الخاصة ودمجهم في العملية التعليمية وتحويلهم لفئات اكثر ايجابية وذو طاقات منتجة.
- العمل على تعزيز تطبيقات تقنيات التعلم الرقمي في التدريس والتدريب والتنمية المهنية للمعلمين فى استخدام وتطوير المقررات، والاستراتيجيات الرقمية، وكذلك التقويم، ومهارات الاتصال الرقمي، وغيرها من آليات العصر الرقمي.
- ضرورة استثمار التقنيات الرقمية لتعزيز دمج التلاميذ ذوى الاحتياجات الخاصة، وتنمية مهارات التعلم لديهم العمل على التصدي لكافة التحديات والصعوبات التى تُحد من تطبيق التعليم الالكتروني وتوظيفه بشكلٍ ايجابي.
- العمل على توظيف استخدامات الذكاء الاصطناعي في إعداد وتصميم البرامج التعليمية وإنتاج البرمجيات التعليمية وفق ضوابط ومعايير الجودة المطبقة في نظم التعليم الرقمي.
- العمل على تبني توجهاتٍ حديثة لإعداد وتصميم الوسائل والتقنيات التعليمية الرقمية.
المحور الرابع: علم النفس التربوي
- ضرورة توظيف الذكاء الاصطناعي في تشخيص وتحديد ما يعانيه الطلبة داخل مؤسساتنا التعليمية بل داخل الصفوف الدراسية، وكيفية العمل على حلها وتحقيق الصحة النفسية لديهم.
- تبني المؤسسات التعليمية للنظريات التربوية والاتجاهات الفكرية المعاصرة في مجال علم النفس وتطبيقاتها التربوية داخل المنظومة التعليمية.
- العمل تقنين المقاييس التربوية وتقييم مخرجات العملية التعليمية من كافة الجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية، لضمان مخرج تعلمي فعال وايجابي يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وداعمًا لها متسلحًا بمعطيات ومستجدات العصر.
- ضرورة العمل على تفعيل الدور الايجابي للقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني في دعم أنشطة الموهوبين وبرامجهم وإنتاجهم كنوع من توظيف الاتجاهات التربوية الحديثة.
المحور الرابع: علم النفس التربوي
- تضمين برامج إعداد المعلم بكليات التربية لبرامج تركز على الكشف عن الموهوبين وتنميتهم.
- ضرورة العمل على تبني رؤى تروية معاصرة لإعداد بحوث ودراسات تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة.
- العمل على توفير كافة الخدمات التعليمية والارشادية والنفسية للمتعلم، تحقيقًا لمفهوم الصحة النفسية الايجابية.
- ضرورة تبنى المدارس والجامعات برامج لتنمية التفكير الابداعي والناقد لدى الطلاب لمواكبة مستجدات العصر الرقمي ، على أن يكون قادرًا على فحص وقبول ذلك المحتوى الرقمي الذى يتفق مع قيم وعادات التشريع الإسلامي.
- وفي ختام كلمتي هذه ، أود أن أهنئكم جميعًا على نجاح هذا المؤتمر، وأن أهنئ دولة ماليزيا لاحتضانها صرح علمي متمثلًا في جامعة المدينة العالمية على نجاحها في استضافة ” المؤتمر التربوي الدولي الثاني للدراسات التربوية والنفسية2020 “، عبر منصة زوم وهى خطوة رائعة لتوظيف التكنولوجيا الرقمية في إدارة المؤتمرات العلمية بكفاءة عالية، وإن هذا لهو نجاحُ علمي لم ولن يكتب له التحقق إلا بتعاون الجميع وحرصهم على تحقيقه تحت توجيهات ودعم القيادات التعليمية بالجامعة ومساندتها ورعايتها الدائمة لكل الفعاليات الدولية والمحلية التي من شأنها رفع اسم جامعة المدينة العالمية عاليًا في جميع المحافل الدولية .